الجمعة، 30 نوفمبر 2012

وأنت الحقيقة لو يعلمون .. الشاعر فاروق جويدة


يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو يعلمون
لأنك عندي زمان قديم
أفراح عمر وذكرى جنون
وسافرت أبحث في كل وجه
فألقاك ضوءا بكل العيون
يهون مع البعد جرح الأماني
ولكن حبك لا.. لا يهون
* * *
أحبك بيتا تواريت فيه
وقد ضقت يوما بقهر السنين
تناثرت بعدك في كل بيت
خداع الأماني وزيف الحنين
كهوف من الزيف ضمت فؤادي
وآه من الزيف لو تعلمين
* * *
لماذا رجعت زمانا توارى
وخلف فينا الأسى والعذاب
بقاياي في كل بيت تنادي
قصاصات عمري على كل باب
فأصبحت أحمل قلبا عجوزا
قليل الأماني كثير العتاب
* * *
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
يطوف على الأرض بين السحاب؟
لماذا رجعت وقد صرت ذكرى
ودنيا من النور تؤوي الحيارى
وأرضا تلاشى عليها المكان؟
لماذا رجعت وقد صرت لحنا
ونهرا من الطهر ينساب فينا
يطهر فينا خطايا الزمان؟
فهل تقبلين قيود الزمان؟
وهل تقبلين كهوف المكان؟
أحبك عمرا نقي الضمير
إذا ضلل الزيف وجه الحياة
* * *
أحبك فجرا عنيد الضياء
إذا ما تهاوت قلاع النجاة
ولو دمر الزيف عشق القلوب
لما عاش في القلب عشق سواه
دعيني مع الزيف وحدي وسيفي
وتبقين أنت المنار البعيد
وتبقين رغم زحام الهموم
طهارة أمسي وبيتي الوحيد
أعود إليك إذا ضاق صدري
وأسقاني الدهر ما لا أريد
أطوف بعمري على كل بيت
أبيع الليالي بسعر زهيد
لقد عشت أشدو الهوى للحيارى
و بين ضلوعي يئن الحنين
وقد استكين لقهر الحياة
ولكن حبك لا يستكين
يقولون عني كثيرا كثيرا
وأنت الحقيقة لو تعلمين

لأني أحبك .. للشاعر فاروق جويدة


تعالي أحبك قبل الرحيلفما عاد في العمر إلا القليل
أتينا الحياة بحلمٍ بريءٍفعربد فينا زمانٌ بخيل
******
حلمنا بأرضٍ تلم الحيارىوتأوي الطيور وتسقي النخيل
رأينا الربيع بقايا رمادٍولاحت لنا الشمس ذكرى أصيل
حلمنا بنهرٍ عشقناهُ خمراًرأيناه يوماً دماءً تسيل
فإن أجدب العمرُ في راحتيَّفحبك عندي ظلالٌ ونيل
وما زلتِ كالسيف في كبريائييكبلُ حلمي عرينٌ ذليل
وما زلت أعرف أين الأمانيوإن كان دربُ الأماني طويل
******
تعالي ففي العمرِ حلمٌ عنيدٌفما زلتُ أحلمُ بالمستحيل
تعالي فما زالَ في الصبحِ ضوءٌوفي الليل يضحكٌ بدرٌ جميل
أحُبك والعمرُ حلمٌ نقيٌّأحبك واليأسُ قيدُ ثقيل
وتبقين وحدكِ صبحاً بعينيإذا تاه دربي فأنتِ الدليل
******
إذا كنتُ قد عشتُ حلمي ضياعاًوبعثرتُ كالضوءِ عمري القليل
فإني خُلقتُ بحلم كبيروهل بالدموع سنروي الغليل ؟
وماذا تبقّى على مقلتينا ؟شحوبُ الليالي وضوء هزيل
تعالي لنوقد في الليل ناراًونصرخ في الصمتِ في المستحيل
تعالي لننسج حلماً جديداًنسميه للناس حلم الرحيل

قصيدة ( الاستعمار العربى ) لـ "الأبنودي"


المواويل
كِتفى الحنون اتخلق.. تسند عليه راسك
ساعة الشدايد وغير ده تهيننى حُراسك
على الحدود أتصلِب تضربنى بمداسك
عمرك ما فكرت فى إحساسى ولا ثانية
ضاع منى إحساسى خوْفاً لاجْرح احساسك.
■ ■ ■
لا اعرف أعيشها لوحدى ولا الرفاق نِفْعوا
بات الوطن باكى خايف يفضحه دمعُه
قابيل وهابيل لقولهم حِته يتصارعوا
والقلب لو أنّ سيبه يرن مين سامعُه؟
ع الأرصفة قاعدة تندغ كِبْدها الأمة
ويا كدبها.. زى ليل.. سعران أكل شمعُه!!
■ ■ ■
اكتم أنينك.. وغطّى الأمة بتيابْها
أمّة.. بتقتل صادقها.. وتحمى كدّابها
حنّت لجزم الغريب تانى على ترابها
الأمة لما تكون مالهاش كبير يا ناس
تنتظروا مين ع الذنوب تانى يحاسبها؟!
■ ■ ■
التخاطيف
قاعد أنا ع الجِسْر.. فى القَيَّالة
والرحمة..
من قلب اللّهيب مِتشالة
باطلّ على حالى
وقلبى.. ساقيةَْ حِزن سَيالة
باغنى ما اعْرف مغْنَى والاّ عَديد
زى افتكار الميتين فى العيد
باعانى وحدانى
شياطينى لابْسانى
والأمة قدّامى مفارقانى
يا.... ربّ
ما تحبِّبنى فى الناس المُلاح تانى
يا رب..
ما ترجّعنى أعشق ضحكة اخوانى
ولا دُعا أمى
وهيّه بتصلّى.. وبتسمِّى
يا.... ربّ.. كرهنى فى أوطانى
يا رب.. كرهنى
فى طهارة اللقمة
وأمانة الكلمة
وفى كل شىء طيب وإنسانى!!
■ ■ ■
قاعد أنا والشمس كلّها غِلّ
بيسْتخبى تحت توبى الضِّل
أجْترّ همّى بشكل حيوانى
يا.. رب.. ما ترجعنى أعشق خِلَ
نشِّف عروق الودّ فى صوتى
واكتب بإيدى تذكرة موتى
إلا الهوى العربى يا ربى يعِلّ
إلاّ عروبتى هيّه أكفانى
يا رب كرهنى فى شهامة الرجال
والصبر ع الأحمال
قّربْت من كتر الملل أنسى أمِلّ
ياللى خلقت الأمة من غير قلب
من غير حُضْن
وخلقتها ما تحترمش الحزن
مأساتى إنى حزين
أحزان..
من اللى ماهيش رفاهية
ودموعى مش ميّة
وضلوع عنيدة بْتِّتكىِ
بالجرح.. ع السكين.
أنا الحزين ابن الحلال
أنا الغبَى فى العاشقين
أنا اللّى باحزن لِيّا
لما باكون حزين
ما بأجّرشى عينيا
وأقول: «أَحزن لمين»؟
■ ■ ■
قوم يا ابْنى م النومة
إسرق حلَق أمَّك
وارض وادْ عمَّك
وقفّل الشارع وإنشل السكّان
وإنهب الواجهة وبدّل الألوان
واعمل ولا سامع
خلى جميع المعقولات تتلخبط
وان يسألوك
ساعْة الجواب استعبط
يستعبطوا.. إنت اعمِل الأعبط..
ما تخافْش..
عندك جيش
م اللى بياكلوا العيش
وان عزت اللقمة..
جدعان.. ياكلوا الخيش.
بيخافوا من ضلّك
ويقبِّلوا الأقدام
ويهتفوا بفضلك
م الرعب.. فى الأحلام..
ويخلدّوا ذكرك
على مدى الأعوام
ويهتفوا بإسمك
مع إن ذكرُه حرام.
ما أخيبك أمّة
ما أتعسِك أمّة
لا عقل.. ولا همّه
لا مصدَّقة فعْلِك
ولا تحفظى كلمة
أمة تدور وتلف
تقيلة مش بتخف
بليدة مش بتشف
حماسيّة وحماسها
بكتيره ساعة يجف.
أمة بتتخابِط
أمة بتتعابط
أمة ومالهاش لا
زابط ولا رابط
ولا كبير عيلة
ولا قرابة دم
وفكرة وهمّية
ما تورِّث إلاّ الهمّ
ما تحل عنى يا عم
إحنا وِرثْنا كلام
إحنا تاريخنا كلام
علشان ده لمّا تقول
على طول أقول: «وبكام..»؟
ما هو حُبّ؟ دبرنى
وتاريخ..؟ فكّرنى
وطريق..؟ نوَّرْنى
ومصير..؟ بصَّرْنى
ده انا بقيت عربى
من قبل ما القى اللى يمصَّرنى
أنا انتمائى لأمتى ممسخرنى
محسوبة فى الأحزان علىْ
فى الفرْح.. تنكرنى.
ياللى انتى لا أمَّة ولا إنتى أمّ
فيه أم ما تعرفش ساعة الألم تُضمّ..؟
■ ■ ■
وساعات وانا فى الضُّهر - متدهْوِل-
أقول:
صيف السنة من أكفَر الفصول
إحنا اتعدمنا فى غياب العقل والجدوى
يا ريحة البترول
لما انتشر فى الأمة كالعدْوى
طِلعِت بشر
نزلت بشر.
اللى اقتدر اقتدر
واللى افتقر افتقر
بلاد تحوز الصُّرّة والصُّرة
وبلاد بتحلم تشتغل برّه
بيحبنا الأجنبى على قد ريحة الغاز
والحب بين الأخو..
وأخوه.. صبح ألغاز.
الانتحار أعلى قوايم الموت
الانتحار فى الكدب
والانتحار لما نخبى الصوت.
وما بنقاتلش العدو
يا نعيش نقاتل بعضنا.. يا نموت.
الحزن أتقل من حجارة الصبر
والهم أوسع من فراغ القبر
وأنا الحزين ابن الحزين..
الأغبى فى المتفرجين.
■ ■ ■
إنما عالم نعيشه
والبطل فينا اللى يعرف مطرحه
فى قلب جيشه.
هكذا قال المغنى:
قد ما نّنوّرها.. هيه مضلِّمة
قد ما نعلمها مش متعلمة.
كل ليلة..
بايته مظلومة وهيَّه الظالمة.
قد ما نلملمها تِفلت م الإطار
آخرة الطرق الوُعار
مجد.. متخلط بِعاد.
يا صديقى:
الوطن ما خبزْش عيشهُ
والتاريخ لو مش كلام نرفض أبوه
نرفض نعيشه.
السلاح من صنع برَّه
والكلام.. من صنع برّه
والهوا البارد فى بيتى شغل برّه
لا تقوللى مين؟.. جميعهم شغل بره
إشتراكى.. رأسمالى.. وابوعمّه
الجبان.. واللى بهمّة
كلهم نجوم مجرّة
والمجرّة شغل برّه.
لا نسَجْت الهدمة على نُولى الخشب
ولا إيدى بتبنى بيت
جلاَّبيتى.. عمامتى.. حواديت الصغار
الحلاوة ـ حلوه مُرَّه ـ شغل بره
إيه يهم إن عشت فى عالى القصور
أو قضيتها أغمِّس اللقمة بزيت؟
إيه يهم إن مُت من أجل البشر
والاَّ سِبْت الديب يسرَّخ واتغابيت
أو نسيتها.. أو اتناسيت؟.
«الشهادة مجانية
والبطولة نفحات استعراضية
والمعاناة..
حِجة العاجز وعجْز الانكسار»..
هكذا قال المغنى..
اللى كان معجب بفنّى
وكإنه أخدها منى
ودسَّها فى صدقُه الجنونى:
«لما يعجن دمى شبرين
من تراب أرض الوطن
لما أحضن وأنا قصدى أتحضن
لما يرحل صوتى خارج الزمن
لا اشتريكوا.. ولا تبيعونى
ولا جورنان الصباح يخرَق عيونى
فى قلوبكم إدفنونى
واذكرونى
اذكرونى
اذكرونى..»
الله يجازيك ياعم عبدالناصر
الليل مِليِّل والألم.. عاصر
لسّه اللى بيبيع أمته كسبان
وكل يوم..
أطلع أنا الخاسر!!
أما انت خمِّيت مصر دى خمّة
يوم ما ناديت بالعشق للأمة
ورطتنا نعشق خريطة عبيطة
وبشر ما نعرفهاش
وبلاد مابنزورهاش
إلا فواعلية.. وبنايين
وسواقين وخدّامين وطباخين
بلاد أسافرها سعيد
أرجع حزين.
حبيتها زى ما قلت لى واكتر
ع الأجنبى ما استكترتش..
عليّا تستكتر.
ع الأجنبى ما اتظنطرْتِش
عليَّا تتظنطر.
ع الأجنبى ما اتنقورتش
عليا تتنقور.
تطمع فى دمعى وفى تعاسة راتبى.
مُلْهَمْ أنا.. واعمل غبى.
وادى الألم يا عم «عبدالناصر»
زاحف.. وبيحاصر
وادى الجميع خاسر:
السالب الأمة مع المسلوب
وادى فجْر أمتنا الجميل مغلوب.
وادى انتحار الأمة بالمقلوب.
وانا غريب الدار
لابسنى توب العار
ساكن فى وطنى بالإيجار
عايش فى أمة
ما تحترمش الحِزن!!
■ ■ ■
ويا عنكبوته.. كملى عِشك
لا حد حيزيحك ولا يهشك
لِمى مهاجرينك
وثبتى دينِك
اتمطعى وخدينا فى وشك.
بلاد.. بلا عزّة
ممكن تجيبى أجلها من هزّة
بلا ضفة بلا غزة
بلا مصر.. بلا أردنّ.
بالدّم رشى اللى بماء رشِّك
وكملى عِشّك:
■ ■ ■
لِمّى مهاجرينك ولو ملايين
يا عنكبوته.. إحنا مش فاضيين
مدّى الخيوط خيط خيط
وإكسى كل الحيط
نامى ف أمان واتمطعى فى فرشِك
من وَشِّنا.. ما بنسمعوش وَشَِّك!!
■ ■ ■
لمِّى مهاجرينك.. وتعاليلى
لا تِهمّ تباريرى وتعاليلى
أنا فى الهوا بانفخ شعاليلى
وانظِم قوافيّا.. وتفاعيلى
وما تلقينيش ساعة يعوزنى الفعل.
أغش نفسى وعمرى ما اغشِّك
واحِشْ روس أهلى ولا احشِّك
■ ■ ■
أنا زى ما بِعْت السنين الخُرْس
ورضيت برُبع الربع خمس الخمس
مجانى.. حاوهب لك عيون القدس
من اللى سألك تتركى عرشك؟
لأ.. ده احنا خُدّامك
فى النوم بنوْحى لك بأحلامِك
واحنا اللى بنحققها قدّامِك.
فاتربَّصى بينا.. ولا يهمِّك
دمانا.. فدا دمِّك
ويبعترونا.. واحنا بنلمِّك
ولو تحاصرك الأمم
ويكتفوكى بالتُّهم
إحنا سبيلك للخلاص فى الكون
لما يضيق الحال
دايماً بيطلع مننا مجنون
يهتف «يعيش صهيون»!!.
ونغشّ بعضينا ولا نغشِّك
بالعكس.. بندلًّع وبنهشِّك
ناكل فى بعض فيتمِلِى كرشك
وقرشنا فى ثانية يصير قِرشك
يا عنكبوتة.. إنسِى أصواتنا
وزعيقنا.. وصواتنا
ودم أحياءنا.. وأمواتنا
وكملى عشِّك
لا حد حيزيحك ولا يْهِشِّك
لا حدّ حيزيحك ولا يهشِّك
لا حد حيزيحك ولا يهشِّك




الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى يكتب : ضحكة المساجين !!


تغازل العصافير.. قُضبانها

زنزانة لاجلَك كارهة سجّانها

دُوق زيّنا حلاوة الزنازين.

■ ■ ■

على بُرشَها.. بتمِدّ أطرافك

سجّانك المحتار فى أوصافك

مهما اجتهدْ ماحيعرف انت مين.

■ ■ ■

والشمس شُعْلِةْ عِنْد.. رافضه تغيب

وفكرها يودى معاك.. ويجيب

الشمس تحزن زى أى سجين.

■ ■ ■

والليل.. نديمك صبر ع الرحلة

بتغنى.. والليل فى السواد كُحْلَة

وارث غُناه معاناه من السابقين.

■ ■ ■

فى العتمة عاتِب مصَْر وِدَاديها

إنت اللى روحك من زمان فيها

توأم.. فى لحظةْ عِشق مولودين.

■ ■ ■

طوبَى لكل المسجونين باطل...

فى زمن.. بيخدعنا وبيماطل

يا شموس بتبرُق فى غُرَف عِتْمين.

■ ■ ■

وخطوة الديدبان ورا الشبّاك

صوت نعل يقْضِى الليل هناك وياك

سجّانك اللى فى حاجة للمحامين.

■ ■ ■

الحرب واللى خاضوها بجسارة

كانوا مسلمين يا عم ونصارى

فازاى نناصر دين وننكر دين؟

كل اللى زرعوا ما بينّا سُور الفُرقة

وبْيقْسِمونا.. فرقة تكره فرقة

فى النية.. مصر الواحدة تبقى اتنين.

■ ■ ■

تحية لكْ.. وانا كاتبها بخطّى..

إدفع تمن حبَّك لاخوك القبطى

مع إننا فى الأصل.. قبطيِّين.

■ ■ ■

همّ اللّى ماتوا فى ميدان الثورة

كانت دماهم حمرا والاّ سمرا؟

قول للّى جاييّن يِفْرزوا الدَّمِّين.

■ ■ ■

الصرخة هادية.. بسّ هازّه الكون

قال الغشيم للوردة: «خبِّى اللون»

إيش يفهم التُّور فى هوا البساتين

■ ■ ■

{الشرّ فى طرْف الميدان يِسكر

والفجر يطلع.. تحجبُه العسكر

وانت بتكتب سكَّه للجايّين.}.

■ ■ ■

الثورة نور.. واللى سرقها خبيث

يرقص ما بين شُهدا وبين محابيس

والدم لسّه مغرَّق الميادين.

■ ■ ■

ما بيتوبوش.. ولا اللى فات علّمهم

ما بيسمعوش فى الدنيا إلا كلامهم

مالهمش فى حوار النبات والطين.

■ ■ ■

إحنا نقول: «أيوه» يقولوا: «لأ»

وفى الحقيقة يا عمّ... ليهم حق

مانتو خلقتوا الثورة بالتدوين.

■ ■ ■

شوف الوشوش حمرا تُكبّ الدم

واحنا سَمار الوِشّ.. تِرْكةْ هَم

وِرثوا وطنّا وِرْث م الوارثين.

مِش مِنّا.. شوف اللون وحِسّ الَّلغوه

وشوش أجانب.. ع الأقلّ «تراكوه»

جيشهم رحل.. وفِضلوا دول لابدين.

■ ■ ■

العُمده يتْقَل قد مَلْو كروشُه

بطيخُه لاقْرَع.. هاج ومَدّ عروشُه

وله غفير صوت زعقته بضميرين.

■ ■ ■

نطلع من الساقية نُقع فى طاحون

فاشهد يا وطنى ع اللى فينا يخون

ياللى انت ماسِك دفتر الخاينين.

■ ■ ■

ومصر عارفه وشايفه وبتصبُر

لكنّها ف خَطْفِةْ زمن.. تُعْبُر

وتستردّ الإسم والعناوين.

■ ■ ■

وكل ما الصوت البليد.. بلّد

لا تِبتئِس م الظلم.. واتجلّد

منِ ده اللى يطفى شعلة الصادقين؟

■ ■ ■

واللى يُقف فى وش ثوّارها

ما حيورث إلاّ ذلها وعارها

واللى حيفضل.. (ضحكة المساجين).

■ ■ ■

وياربّ جَمّلنى بقُصْر القول

المخ داير.. والفؤاد مقتول

خايف يئن ليحزِن المحازين.

■ ■ ■

سامعَه أنينى وساكته ليه يا مصر؟

الحلم.. فارشين بيه فى سوق العصر

قدّام عينين اللى ما لهشى عينين.

■ ■ ■

زنزانة واخدة دروس قُدَام فى الصمت

وعِرْفتَك من غير ما اتعرّفت

صمتك على صمت الحجر لايْقين.

■ ■ ■

الحزن طايح فى قلوبنا.. بجدّ

ما فضلْش غير الشوك فى شجر الورد

غِلِط الربيع ودخل فى أغبى كمين.

يا للى دَمَعْتى.. رجّعى الدمعه

الدِّنيا شايفه كلّها وسامعه

واللى سرق.. حيخبى شيلته فين؟

■ ■ ■

ولدِك ضياء الفجر.. بمقاسُه

ووطنّا عارف عِزوتُه وناسُه

أجيَال بترحل.. والجُداد جايين.

■ ■ ■

يا وليدى.. ميِّل قول لإخوانك

تانى رجع من خان.. واهُه خانك

والسجن مش شبعان شباب صالحين.

■ ■ ■

غزلان ووقْعت فى ضلام غابه

قضبان وليها ضحكه كدابة

والضحكة كاشفة عن سنان صُفرين.

■ ■ ■

أما اللى خان وطنَك وأوطانى

م الهيبة.. حاطّينه ف قفص تانى

يصحى وينعس والجميع واقفين.

■ ■ ■

وفى انتظار تيأس مع الأيام

غيرك فى قفصُه بيضربوله سلام

وانت الجزم قبل الكفوف جاهزين.

■ ■ ■

يا دى الميزان اللى طِلعْت لفوق

بينزِّلوك بالعافية أو بالذوق

دول مش بتوع الصدق فى الموازين.

■ ■ ■

ويا مصر.. هَدِّى وانتى بتفُوتى

الصوت فى صمتُه.. أعلى من صوتى

آدى السجين اللى ما باتش حزين.

■ ■ ■

لسّه اللى حَكَمونا أهم حاكمين

بينوبوا عنْهم بس ناس تانيين

وانتو هناك فى علبة السردين.

■ ■ ■

بيحلموا يعودوا إلى ما كان

وقضاة تحرّرهم فلان وفلان

وكإن لا ثورة.. ولا حسانين.

ما هو شباب الثورة بقى مسجون

ولا عاد قصاد الخونة إلا تخون

تاه الميدان الحُرّ فى الميادين.

■ ■ ■

نطمِس معالم ثورتك يا شباب

أهو زى صفحة بتتقِطع فى كتاب

والدنيا تهدا ويرجعوا الغايبين.

■ ■ ■

ولا كانْش فيه ثورة ولا ثوار

ولا شعب مصر الغاضب الجبار

لا احداشر اكتوبر ولا عشرين.

■ ■ ■

يا عم اقعد بسّ واشرب شاى

الدنيا ماشيه وشعبنا نسّاى

والبركة فى الشاشة وفى الجرانين.

■ ■ ■

واذا هوْهوُوا.. قوم إعلن الأحكام

وكل بُق.. تلجّمه.. بلجام

ومش حتغلب تطبخ القوانين.

■ ■ ■

وانت قمر سهران مع الصُّحبه

حالمين ببكره وجنّته الغايبه

ومتبّتين فى الحلم.. مش صاحيين.

■ ■ ■

ويا وردة البساتين.. يا مصرية

راية.. بترمى الضل ع الميّة

والنيل مِموِّجها رايات تانيين.

■ ■ ■

بُكراك.. لا حيثيات ولا هو نصوص

يا شاب ياللى ليك صباح مخصوص

بتفرّقُه بالحتّه.. ع الملايين.

■ ■ ■

وحتفضل العصافير على الشبابيك

والفجر.. يستنى أدان الديك

وطن.. وحلم.. وفجر.. متعانقين


قصة قصيرة



يوم سعيد

بقلم:عفاف الذيبي

نزل عليه الخبر كالصاعقة...تجرع رشفة القهوة التي كانت مرة كالعلقم...
بعدما لام زوجته لإكثارها من وضع السكر في القهوة..
كادت الكأس أن تسقط حين ارتجفت يداه، فأمسكها بشدة ووضعها فوق الطاولة
ورمى بنظرة خلسة لأبنائه , وهم ينظرون إليه بحزن وذعر.
سيقول لهم كعادته احترسوا من الغرباء والسيارات وعودوا بسرعة بعد انتهاء الدرس.
لكن الكلمات توقفت في حلقه ,واكتفى بابتسامة صفراء .
نظرت المرأة إلى صديق زوجها وهي لا تزال تحت تأثير الخبر الصاعق, تريد سماع بقية الحكاية.
فتابع يقول وهو متجمد بمكانه كتحفة من الصلصال ،غدا سيبعثون بفرقة التفتيش لقريتنا..
يجب أن تهرب يا سعيد لو أمسكوا بك لن يترددوا لحظة في قتلك، ولن يستمعوا لكلامك
ولدفاعك عن نفسك فهم حتى لا يفقهون لغتنا..أنت الآن متورط بقتل الراقصة_خيانة_’
جلست الزوجة على ركبتيها وصرخت باكية مولولة..
توقف قلب سعيد لحظة.. ثم دق دقة هوت كل أنحاء جسده .ركل الكرسي وعض على شفتيه
بمضض أوغاد هذا كل ما لفظ به بعدما هم بالخروج هاربا.
صاح به صديقه ’الى الجبل يا سعيد..اختبئ بمغارة ريثما أجد حيلة لإخراجك من هذه البلاد.’
بضربة قدم حجرية كسر الباب الخشبي القديم ..صاح الصغار وارتعبوا وأسرعوا لحضن أمهم,
فشدتهم إليها وضمتهم بعنف وهي تتنفس بعنف وتحدج الغرباء بنظرة صارمة..قاسية.....
وكأنها بندقية في ساحة حرب .
كسروا كل شيء , لم يجدوا سعيد في المنزل وعرفوا هذا مند البداية ,فالبيت الفقير لا يحتاج إلى
التفتيش فهو لا يخبئ حتى قطة.
ركلوا كل شيء بعنف وازدراء ثم خرجوا مكتفين بالرعب الذي نشروه في كل أنحاء البيت
وخاصة في تلك القلوب الصغيرة.
حوصر الجبل كله وكانت الجنود منتشرة في كل مكان كالجراد بعد القحط.
كانوا متأكدين من وجوده هناك ,بعدما باعه صديقه ببضعة جنيهات.
أمسكوا بسعيد وقيدوه وعومل كسفاح وقاتل.
كانت زوجته فقط تعلم ببراءته ,لكن ما الجدوى..من شهادة تموت قبل أن تخرج وتختنق
قبل أن تحلق في سماء غادرتها شمس الحق وخجل منها القمر.
ربما لو نطقت بحرف سيلقون بها في غياهب السجون ويضيع صغار سعيد...
صغاره الذي كان يجد ويعمل من أجل أن يسد رمقهم ويملأ جوعهم.
انقاد سعيد لحتفه أمام أعين الجميع ليكون عبرة لغيره من السذج والمساكين
كم تمنى في تلك اللحظة لو أنه فعلا قاتل .. لو أنه فجرهم جميعا .
أعدم سعيد شنقا بعد تعذيبه وشتمه .
ثم رحلوا وابتعدوا عن المكان لترك جثته للجوارح والضواري.
كان ينظر إليهم باستغراب واستهواء,لظنهم أنه قد فارق الحياة. 

شاعر من فلسطين



إهداء من الشاعر محمد محمود السعافين العتيبي

لطالبات مدرسة عكا الثانوية


1- يا يوم الحسرة تأسرنا

حبر العينين يصدقه

2- سهرٌ بالليل يأرقنا

يجتاح النوم يمزقه

3- والقصف الظالم أقلقنا

رشقات الغدر تعمقه

4- يسعى الأستاذ يعلمنا

حفظ للعلم يوثقه

5- هذا علم بمدارسنا

تجهيل العقل يلفقه

6- مبروكٌ نصرك يا وطني

صاروخ الرجم يحققه

7- درجات منك تفرحنا