الخميس، 6 ديسمبر 2012

أمواج لـ" نعاس صالح"



-أمــــواج-


كتبت:عفاف الذيبي
يا بن الثرى ..

أولم تر حين أفقنا من سكرة العمر
سخرت منّا أمواج الحياة ،
ورمتنا طيشا في بحر يرقص جنونا
على وقع أمواج نتلمسها في البر.
و لنا أمواج العمر حين نركبها
تربكنا ثورة في الصدر .
وكلما واجهتنا العواصف
زادت أنفاسنا انخفاظا
أو علوا كأوراق الشجر .
وصرنا إلى قلب البحر
في عتمة وعناء
نتسلل الأمواج تلوى الأمواج
نشق طرقا في الماء
كي نصل ..
و الأيادي موصدة للسماء .
نجول جهات البحر
والأذهان مكدرة بالهموم ،
لا نعرف كيف نرسم ملامحنا
التي غابت في مرايا هذا اليم العظيم .
الأمواج والجنون..
وبنات البحر السابحة في مداه
أشياء تعترينا حين نريده .
الأمواج وبنات اليم إخوة أعداء
والرياح حين تمسح نسماتها
على وجه الماء
ترسم تجاعيدا
تجذب إليها نظراتنا الخاطفة
في الخفاء .
وزرقة السماء
تذكرنا حين تنسى الذكريات
وأنفاسنا منقطعة في الهواء .
مات البحر في مداه
كي يغافل أحلامنا العذبة
وها.. كلما انتفض
وثار
تلاعب بأحوالنا الساكنة ،
وسلب كل ما كنا فيه من متاع جميل .
جنات ترقص لنا في الثرى
من أعناب ونخيل
وفي أفق السماء
غير أن الوصول إليها مستحيل .
........
الموج الهائج
أو الموت المفاجئ كلاهما واحد
في الأنا
يسلب منّا الدليل .
الموج يرسم لنا مناظر غريبة
تسلب منا كل جميل
كما الموت يغافلنا في كل حين .
.....
الموج يخبرك أنه لا يتفق مع الكائنات
يخيفها ولا يخيفك،
أنك واحد ليس كالكائنات تقوى عليه
أنك موج أقوى منه تعرف كيف تواجهه .
الرياح و الأمواج رفاق هذا اليم الواسع ،
والمسافات الطويلة تتعبك وتنيرك
حين تريد أن تربط السماء بهذا البحر
أو حين تربط ذهنك بالحياة .
....
ما بين البحر والسماء
كما بين الإنسان ونفسه
أمواج كالعواصف الهوجاء
تتقاذفه من كل الجهات.
بلا أجنحة و رداء
فالزمان شراع
نلبسه في شدة و رخاء 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق